الحرب تعيد الأمراض المنقرضة إلى اليمن والكوليرا كابوس يهدد حياة السكان
يمنات – صنعاء
تقول وكالات اغاثة دولية تتابع الأمم المتحدة، إن كابوس “الكوليرا” و ربما أمراض أثرية أخرى، باتت تهدد اليمن، الذي يشهد حرب مدمرة منذ قرابة العامين.
و قالت إن أوضاع الصحة العامة – في هذا البلد الفقير، الذي يواجه ويلات الانقسام و الحرب الأهلية منذ 18 شهراً – متدهورة للغاية.
و أكدت منظمة الصحة العالمية و منظمة اليونيسيف، أن وباء الكوليرا في اليمن يضاعف بؤس الملايين من الأطفال، و يزيد المخاطر الصحية في البلاد، و ما يزيد صعوبة المواجهة هو ندرة الماء.
و نقلت وكالة “سبوتنيك” الروسية عن مدير الصحة و ممثل وزارة الصحة اليمنية في عدن، الدكتور الخضر لصور، إن هناك بالفعل عدة حالات و إصابات تؤكد عودة وباء الكوليرا إلى اليمن، و لكن محافظة عدن لم تسجل أي حالة من حالات الكوليرا حتى الآن.
و أِشار لصور، أن لديه معلومات عن عدة حالات تم تسجيلها في أماكن أخرى. موضحا أن حالتين تم تسجيلهما في أبين و لحج المحاذية لعدن.
و أضاف: تم نقل هذه العدوى من الذين وصلوا من أشقاء صوماليين من القرن الإفريقي، بالإضافة لحالة أخرى داخل مخيم لاجئين.
و بحسب الوكالة، توضح بيانات اليونيسيف أنها تدعم المرافق الصحية لعلاج حالات مرض الكوليرا.
و أكدت المنظمة أنها ستواصل العمل لرفع مستوى الاستجابة لوقف تفشي المرض.
و أعلن جوليان هارنس، ممثل المنظمة الدائم لدى اليمن، منذ يومين، ظهور 8 حالات مؤكدة لمرض الكوليرا في إحدى مناطق العاصمة صنعاء.
و قال هارنس، في تصريحات صحفية إن منظمته ستعمل على وضع قياس دقيق لمستوى تفشي الكوليرا، محذرا من أن عدم علاج المرض يمكن أن يتسبب في وفاة الحالات شديدة الإصابة به.
و أضاف: الأطفال عرضة لمخاطر عالية ما لم يتم الحد من تفشي وباء الكوليرا و على وجه السرعة، خاصة مع تدهور النظام الصحي في اليمن.
و طبقا لما أوردته “سبوتنيك” عن د. الخضر لصور، فإنه بحكم الوضع الصحي بوجه عام و الوضع البيئي بشكل خاص بسبب الحرب، بدأت تظهر حالات الكوليرا قبل أسبوع، و مع ذلك هناك إجراءات وقائية هامة، بداية من علاج الحالات و حتى حصار المرضى و أخذ العينات منهم، و احتواء الحالات.
و يؤكد أنه على الرغم من الاحتياطات التي يتم اتخاذها لكن لا يمكن القول إن المرض ينحسر بالفعل، فمازالت هناك حاجة ماسة إلى الدعم من جانب المنظمات الدولية، مثل منظمة الصحة العالمية و منظمة اليونيسيف، و الهلال الأحمر، و المفوضية السامية للاجئين، للعمل المشترك لاحتواء الحالات المصابة.
و توقع لصور أن يتمكن اليمن من محاصرة المرض، فهناك تواصل جيد مع كافة المديريات الصحية، و تم رفع حالة الطوارئ إلى النقطة الحمراء “الإنذار”، و يجري العمل بشكل جاد على التخلص من المرض و عودة الحال لما كان عليه.
و يتسبب النقص الحاد في كميات مياه الشرب النظيفة في تفاقم الوضع الصحي في اليمن؛ ما أدى إلى ازدياد عدد حالات الإسهال الحاد، خاصة وسط النازحين الذين تخطى عددهم ثلاثة ملايين شخص.